شاغل الكل

 
انه يوم “شاغل الكلّ”. 9 تشرين الأوّل تاريخ إعلان قداسة مار شربل، يوسف مخلوف الذي احتضن بقاعكفرا بصلاته وخشوعه اللذين تجاوزا الحدود والقارات… وحتى الأرض بما فيها ومَن عليها. 
من بقاعكفرا إلى عنايا… فالعالم اللامحدود. لم يعد شربل قديساً يتصدّر إيمان ونذورات المسيحيين في لبنان والشرق، بل أضحى الروح المتواجدة في كلّ زمانٍ ومكان. يمشي مع الُمحتاج والفقير لمساندته، ويُطلّ على المريض ليكلّمه ويُبلسم جراحَه ويشفيه ويتركُ أثراً. يرفع يده ليُبارك اليائسين والمُحبَطين والضعفاء، ويجعل من صلاته جسر عبورٍ بين زائره والخالق.
يؤمِن بقدرته السُني والشيعي والدرزي، فتجدُ ساحات عنايا الخارجية والداخليّة تضيق بالبشر من مختلف الفئات والطوائف والجنسيات حتى اعتقدتَ أنّ الدنيا اختصرت نفسها في مئات الأمتار منذ سلوكك طريق عنايا حتى فضائها الروحي الذي لا يتركك تذهب من دون جواب لمكنونات القلب والعقل.
“شربل سكران بالله”، العبارة التي ردّدها الرهبان الذين عرفوه والتي يحلو تكرارها على ألسنة إخوته في مسقط رأسه بقاعكفرا ودير مار مارون في عنايا. في لبنان إرثٌ روحي عظيم اخترقت أمانته الحجر والبشر، إنها أمانة الله في وطن صغير المساحة وُلدت فيه روحٌ مُلهمة وحكيمة تُقارع صوت الله بلغةٍ ذات صدى عميق تحوّل الإرهاق واليأس والخطيئة إلى أمل وإيمان واستقامة وهدوء…
“عصا الراعي تا يقود فيها القطيع ويحامي عنّو فيها ضد الدياب ووحوش الغاب، عصا الراعي الصالح بتبقى بإيدو عصا ولوكانت صولجان…”، علّ هذا القول لشربل يصل إلى ضمائر الجميع في وطنه الصغير الذي ارتقى منه إلى… وطنٍ لا ينتهي!

أضف تعليق